من نحن
ورقة حول ظروف تشكيل الحملة وأهدافها وإستراتيجية عملها:
قضية القائد المناضل مروان البرغوثي:
التساؤل لماذا المناضل مروان ألبرغوثي؟ من الواضح أن هنالك اعتبارات محددة تميز هذا الموضوع عن بقية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتكمن أهمية موضوع اعتقال المناضل مروان البرغوثي في عدة اعتبارات أهمها:-
إن المناضل مروان ألبرغوثي اعتقل ليس لشخصه وإنما باعتباره شخصية اعتبارية فلسطينية فمروان من جهة، عضو منتخب للمجلس التشريعي الفلسطيني، وعضو منتخب في المجلس الثوري لحركة فتح، وكذلك فهو أمين سر اللجنة الحركية العليا في الضفة الفلسطينية، كما وارتبط اسمه بقيادة الانتفاضة. وهو الحلقة الأقوى محليا وعربيا ودوليا والتي يمكن من خلالها طرح موضوع المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
إذن فالموضوع يتعلق بشخصية سياسية وطنية لها رصيد جماهيري وسياسي على الساحة الفلسطينية مما يجعل قضية اعتقاله احد أشكال الصراعات المفتوحة ما بين الشعب الفلسطيني من جهة وحكومة إسرائيل الإحتلالية من جهة أخرى.
وعطفاً على ما ذكر فان اعتقاله ومحاكمتة من قبل إسرائيل ليست موضوعاً جنائياً بأي حال من الأحوال بقدر ما هو اعتقال ومحاكمة سياسية من الدرجة الأولى.
“فدولة إسرائيل” تحاول من خلال محاكمتة أن تمرر أجندة سياسية تسعى من خلالها إلى محاكمة النضال الفلسطيني والمؤسسة الشرعية الفلسطينية والأحزاب السياسية وبمعنى أدق تسعى إلى محاكمة القيادة الفلسطينية وانتفاضة الشعب الفلسطيني الساعي لنيل استقلاله وحريته. فكما ورد في لائحة الاتهام المقدمة من الحكومة الإسرائيلية ضده بصفته عضو في حركة فتح وقيادي بارز فيها وعضو في المجلس الثوري وأمين سر حركة فتح يجري اعتقاله ومحاكمته بناء على تهم يوردونها.
من الواضح من هذه المقدمة والتعريف بالمناضل مروان البرغوثي ليس بصفته الشخصية ولكن بصفته السياسية كقيادي فلسطيني بارز هي ليست من باب الصدفة فإسرائيل تسعى لمحاكمة فتح والمجلس التشريعي والقيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية كما الأحزاب السياسية والنضال الفلسطيني برمتّه.
ج) ولعله من الواضح إن قضية اعتقاله قد فتحت الباب مرة أخرى لطرح ومناقشة قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين عامة.
ففي المجتمع الفلسطيني يعتبر ملف المعتقلين والأسرى أحد أكثر المواضيع حساسية، فعبر 35 عاماً من الاحتلال في الضفة وقطاع غزة اعتقلت إسرائيل وأسرت قرابة 850,000 فلسطيني ، بحيث لم تبقي أسرة فلسطينية دون معاناة بشكل أو بآخر عبر هذه السنوات.
وتأتي اليوم قضية المناضل مروان البرغوثي لتنكأ الجرح من جديد ولتطرح قضية المعتقلين والأسرى الفلسطينيين بقوة اكبر.
والموقف الذي اتخذه المناضل البرغوثي برفض الاعتراف بشرعية المحكمة من ناحية وشرعية الإختطاف والإعتقال من ناحية أخرى قد فتحت آفاق جديدة للنضال الفلسطيني في قضية المعتقلين بحيث ان هناك العديد من المعتقلين الفلسطينيين الآن يخطّون نفس الطريق برفضهم الإعتراف بشرعية المحكمة والإعتقال انطلاقا من الموقف الذي اتخذه المناضل مروان البرغوثي.
تشكيل وانطلاقة الحملة:
انطلقت الحملة الشعبية لإطلاق سراح المناضل مروان ألبرغوثي وكافة الأسرى بتاريخ 13/5/2002 من خلال مؤتمر صحفي أعلن عن بدء هذه الحملة. وفي واقع الحال فان التحضير لهذه الانطلاقة قد بدأ بعد الاعتقال مباشرة بعقد اجتماع تشاوري من قبل مجموعة كبيرة من الشخصيات الفلسطينية متنوعة الإتجاهات السياسية والفكرية والاقتصادية، فمن اعضاء في المجلس التشريعي الى رجال أعمال و اطباء ومحامون الى أعضاء في منظمات سياسية إلى شخصيات وطنية وسياسية أجمعت على أن قضية المناضل مروان ألبرغوثي لها تميزها وخصوصيتها وان هناك ضرورة لإثارة موضوع اعتقاله ومحاكمته بشكل صارخ، وتم انتخاب سكرتاريا للحملة بناءا على هذا الاجتماع.
ماذا تعني الحملة الشعبية:
بناء على ما ذكر أصبح من الواضح أن من دعا وقام بتشكيل هذه الحملة هو الجهد الشعبي الذي قام على أكتاف عشرات الوطنيين الذين ساهموا في إيجاد وتشكيل وانطلاق الحملة الشعبية، لتلقى تأييداً جماهيرياً واسعاً ودعماً عبر عنه آلاف المواطنين عبر عدة وسائل.
لقد أخذت هذه الحملة طابعها الشعبي منذ البداية واستمرت بنفس الوتيرة معتمدة على التطوع والدعم الجماهيري المنقطع النظير.
وليس من المفارقة أن تنشأ الحملة كحملة شعبية وان تستمر بهذا النهج لا سيما وأنها تتناول موضوع شخصية سياسية اعتبارية كانت من أهم صفاتها الجماهيرية والشعبية، وفي ذات الوقت لحساسية قضية المعتقلين والأسرى كما أسلفنا سابقاً.
تشكلت سكرتاريا الحملة والتي هي بمثابة الهيئة الإدارية لإدارة نشاطات الحملة من 12 عضو جلهم من رجال الأعمال والمهنيين الفلسطينيين مما ساعد في إضفاء الطابع الشعبي اللاسياسي للحملة فهي معروفة أنها غير موالية سياسياً لأي جهة كانت بل تمثل تياراً جماهيرياً شعبياً، وأعضاء السكرتاريا هم:
السيد ابراهيم برهم.
السيد زياد البرغوثي.
السيد يحيى ادريس
السيدة آمال خريشة.
السيد رياض امين.
السيد سام بحور.
السيد سامي الصعيدي.
السيد عقاب عبد الصمد.
السيد عبد الرحمن الشوملي.
10- السيد قدورة فارس.
11- السيد محرم البرغوثي.
12- السيد نبهان خريشه
ج) ومما يعطي الحملة بعداً عربياً وعالمياً أن قضية البرغوثي كعضو برلمان اختطف من أراضي السلطة والمصنفة (أ) وفق اتفاقيات اوسلو وتم نقله إلى أراضي الدولة المحتلة وتجرى محاكمته مما يعني خرقاً فاضحاً لجملة من المواثيق والأعراف الدولية بدءاً بإتفاقية اوسلو واتفاقية جنيف الرابعة وميثاق الأمم المتحدة. إن هذا البعد قد جعل من قضية مروان ألبرغوثي قضية تهم الرأي العام العربي والعالمي حيث أعربت البرلمانات الأوروبية من ناحية وكثير من برلمانيي العالم عن تضامنهم وتأييدهم ووقوفهم إلى جانب قضية المناضل مروان ألبرغوثي لعدالتها وتعبيراً عن رفضهم للإحتلال.
كذلك لم تتوانى البرلمانات العربية عن تسجيل موقفها الرافض والمدين للسياسة الإسرائيلية تجاه هذه القضية وتجاه الشعب الفلسطيني عموماً.
بل وتعدت هذه القضية ذلك ليشمل شخصيات وأعضاء كنيست من المجتمع الإسرائيلي نفسه ليدين مثل هذه الجريمة.
ان التضامن العالمي والعربي عبر عن رفضه من خلال قضية المناضل مروان البرغوثي للإحتلال الإسرائيلي وتأكيداً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في الدفاع ومقاومة الإحتلال وقد جاء هذا التعبير بطلب العديد من الشخصيات العالمية بإدراجها ضمن الهيئة الاستشارية للحملة والتي لم يكن بوسع الحملة ان تدرج كافة الأسماء ضمن الهيئة الإستشارية واكتفت ببعض الأسماء على المستوى المحلي والعربي والعالمي مثل:
السيد نلسون مانديلا.
السيد احمد بن بلا.
السيد حيدر عبد الشافي.
السيدة حنان عشراوي.
السيد ناحوم تشاومسكي.
السيد محمود درويش.
السيد عادل امام.
السيد خالد محي الدين.
السيد ادوارد سعيد.
10-السيد خوزيه ساراماجو
3- أهداف الحملة:
منذ انطلاقتها حددت سكرتاريا الحملة ثلاثة أهداف رئيسية للحملة وهي:-
أ- توحيد الجهود الدولية والمحلية من اجل إطلاق سراح المناضل مروان ألبرغوثي.
وبهذا الصدد تعمل السكرتاريا على الاتصال بكافة الأطراف المعنية على الأصعدة المحلية والعربية والدولية من اجل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتحقيق ذلك.
ب) إبراز قضية المعتقلين العرب والفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتوحيد الجهود والعمل لإطلاق سراحهم.
وكما أسلفنا سابقاً فان قضية المناضل مروان ألبرغوثي قد فتحت الباب على مصراعيه لفتح ملف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية للتناول فمن خلال الحملة الشعبية لإطلاق سراح المناضل مروان ألبرغوثي وكافة الأسرى يتم الحديث عن موضوع الأسرى عامة ً وألإنتهاكات الإسرائيلية المتعددة المتعلقة بقضية المعتقلين.
ج) الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال.
ولعل ابرز ما يميز التأييد والتضامن العالمي والعربي مع قضية المناضل البرغوثي إنها ليست قضية بمعزل عما يجري في فلسطين المحتلة والممارسات الإحتلالية الفاضحة والخروقات للمواثيق والأعراف الدولية ولأبسط حقوق الإنسان. فلم يكن بإستطاعة المتضامنين الدوليين إلا التطرق للممارسات الإحتلالية عبر هذه القضية كما أن هدف الحملة هو فضح هذه الممارسات وطرح القضية الفلسطينية العادلة في المحافل الدولية عبر هذه القضية.
4- العلاقة مع مؤسسات المجتمع المحلي:
وبكون الحملة حملة جماهيرية شعبية كان لا بد من تنظيم علاقتها المفتوحة مع مؤسسات المجتمع المحلي وتغذية وتطوير هذه العلاقة من اجل تحقيق اهداف الحملة إطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي واطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال .
أن الحملة هي حملة جماهيرية شعبية تعتمد بشكل أساسي على النشاطات الطوعيه الجماهيرية لإبقاء قضية المعتقلين والأسرى وعلى رأسهم المناضل مروان ألبرغوثي حية في أذهان الجماهير بشكل مستمر. والفرق بين الحملة الشعبية وبقية المؤسسات أن الأخيرة تعنى بالقضايا المتعلقة بالمعتقلين بشكل يومي مثل الزيارات، المحامين، الكنتين وإثارة قضاياهم الإنسانية والحقوقية بشكل عام في حين أن دور الحملة الشعبية يتلخص في إثارة قضاياهم جماهيرياً دون الحاجة لمنافسة المؤسسات الأخرى في مجالات عملها. من خلال الدور المنوط بالحملة لإطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي وكافة الأسرى تقوم الحملة بمحاولة لتشكيل لجان تضامنية مع قضية المعتقلين في العالم العربي وعالمياً في أوروبا وأسيا والأمريكيتين.
فالحملة من خلال هذا الدور تسعى لطرح قضية المعتقلين والتعسف الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني بل والقضية برمتها من خلال قضية المناضل مروان البرغوثي كمدخل. ففي حين تقوم المؤسسات بدور إعلامي وفضح قضية لذاتها تسعى الحملة لتشكيل أوسع جبهة مناهضة للإحتلال من خلال قضية الأسرى والمعتقلين.
تميزت علاقة الحملة مع المؤسسات الرسمية والمؤسسات الغير حكومية كمؤسسات المجتمع المدني بالتعاون الوثيق والبناء لطرح هذا الموضوع الحساس في المجتمع الفلسطيني. بالإضافة إلى العلاقة المميزة مع المؤسسات التي ذكرت أنفا هناك أيضاً علاقة مميزة مع النقابات المهنية الفلسطينية وعلى رأسها نقابة المحامين الفلسطينيين التي أصبحت بدورها هيئة استشارية واسعة للجنة الدفاع عن المناضل مروان البرغوثي مبدية استعدادا عاليا لتقديم العون في المجال الحقوقي. في حين تميزت العلاقة مع المؤسسات المهنية الأخرى في تنسيق العلاقات وحشد الطاقات لإثارة موضوع المعتقلين وإبقاءه حياً في الوجدان الفلسطيني.
5- استراتيجية العمل:
لعل أهم ما يميز عمل الحملة الشعبية في هذا الموضوع هو إتباع استراتيجية المبادرة أو كما يطيب للبعض تسميتها “الهجوم” فالحملة لم تكتفي بردات الفعل والانتظار (لما سيحدث) بل كانت سباقة إلى المبادرة على كافة الأصعدة المحلية والعربية والعالمية. فقد تم وضع خطط للعمل على المدى البعيد انبثق عنها خطط ميدانية وعملية قريبة الأجل على عدة أصعدة :
-على الصعيد المحلي: تتمحور استراتيجية العمل في إيجاد أوسع تضامن جماهيري وشعبي مع موضوع المعتقلين والأسرى. التنسيق والتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع المحلي لبناء جبهة واسعة لطرح موضوع الأسرى والمعتقلين بقوة أمام الرأي العام المحلي وأمام السلطة ليصبح أحد أسس أية مفاوضات قادمة مع إسرائيل.
-على الصعيد العربي: تشكيل وتأسيس لجان تضامن مع المعتقلين الفلسطينيين من خلال العلاقة مع كافة الجهات الشعبية والرسمية في الدول العربية لاسيما لجان دعم الانتفاضة لطرح موضوع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية والعمل للضغط على الحكومات العربية لإثارة موضوع المعتقين الفلسطينيين والعرب في لقاءاتهم واجتماعاتهم الدولية والعربية.
-على الصعيد الدولي: محاولة خلق أوسع جبهة مناهضة للإحتلال من خلال دعوة لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني الموجودة حالياً لاسيما في أوروبا لتشكيل لجان للتضامن مع المعتقلين الفلسطينيين. وحيث أن هذا الموضوع قد حقق تقدماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة من خلال طرح قضية المناضل مروان ألبرغوثي كمدخل أساسي لموضوع المعتقلين السياسيين في السجون الإسرائيلية.
في المحصلة النهائية نستطيع القول بأن الحملة الشعبية هي جهد شعبي جماهيري يعبر عن تلاحم كافة فئات الشعب الفلسطيني لتحمل مسؤولية طرح إحدى أنبل القضايا على الساحة الفلسطينية ألا وهي قضية الأسرى الفلسطينيين.
مالية الحملة:
الحملة الشعبية لإطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي وكافة الأسرى هي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، مسجلة رسميا لدى وزارة الداخلية الفلسطينية تحت رقم RA/1123112. وهي بذلك تخضع لكافة القوانين والتعليمات تحت القانون الفلسطيني. وتشرف شركة طلال أبو غزالة كشركة تدقيق حسابات مخولة ومسجلة رسميا على حساب الحملة وماليتها حسب القوانين المرعية.
بالرغم من حجم النشاطات الكبير الذي تضطلع به الحملة ،إلا أن مصادر الدخل تعتبر شحيحة.
وحيث إن الحملة قد حافظت على استقلاليتها السياسية التامة عن أي جهة أو هيئة أو مؤسسة فلسطينية أو غيرها جعلت الحملة تواجه معيقات في موضوع التمويل المستمر والمنظم.
وقد اعتمدت الحملة بشكل أساسي على مصدرين أساسيين للدخل هما:
التزام أعضاء السكرتاريا بدفع مبلغ شهري مقطوع للحملة لتغطية نفقات نشاطاتها.
التبرعات –غير المشروطة- وتحديداً المحلية التي تحصل عليها الحملة لتغطية هذه النفقات.
إلا أنه من الواضح أن شح المصادر بسبب مواقف الحملة المبدئية ورفضها أخذ مساعدات مشروطة أو انضوائها تحت لواء جهة سياسية أو رسمية جعلها تعاني من فقر الموارد.
2013-08-04