بقلم الأسير: رائد نزار عبد الجليل
قبل ما يقارب العشرون عام تم اعتقالي والتحقيق معي في مركز التحقيق بيت حتكفا سيئ السمعه وعندما انتها التحقيق معي اقترب مني أحد المحققين وقال لي سوف يتم نقلقك إلى سجن هدريم عند مروان البرغوثي ولكني لم أخذ حديثه بجدية حيث قلت لنفسي ليس بهذه الخطورة حتى ينقلوني إلى السجن الذي فيه قائد وطني كبير مثل مروان البرغوثي لكن المحقق قد صدق معي الحديث وتم نقلي بالفعل إلى سجن هدريم وأصبح كل تفكيري كيف سوف ألتقي به وماذا سقول له حيث شعرة ببعض التوتر ولكن عندما دخلت إلى باحة السجن كان أول أسير يقف باستقبالي هو مروان البرغوثي الذي اقترب مني واحتضنني قائلا لي الحمد الله على سلامتك يا بطل وبكل تواضع عرف على نفسه بقوله أخوك مروان البرغوثي أبو القسام فتلعثمت وأنا أقول له أني أعرفك جيدا أخ أبو القسام ثم عرفته على نفسي وهكذا وبكل بساطه تعامل مع نفسه ومعنا كمناضل وليس كاقائد أو شيئ مميز عنا هكذا كان لقائي ألاول به أما القاء الثاني فكان في باحة السجن حيث كان يجلس متربعا على أرض ساحة السجن ويحيط به عشرات الاسرى من كافة الفصائل الفلسطينية الذين كانوا يستمعون له بخشوع وهو يشرح لهم عن أهمية استمرار المقاومه والنضال حتى ينال شعبنا كافة حقوقه ولكن أكثر ما لفت انتباهي في تلك الفتره هي عملية ربطه المستمر مابين العمليه النضاليه والعمليه التعليميه حيث كان أكثر ما يحزنه ويئرقه هو تلك الجدليه والتي أصبحت ظاهره في الشعب الفلسطيني وهي أن من ناضل لم يتعلم ومن تعلم لم يناضل فكان يقول لنا لا نستطيع اجبار من تعلم أن يناضل ولكن نستطيع أن نعلم وتثقف من ناضل كان دائما وما زال يحرضنا على تعليم وكسب المعارف وكان دائما يردد مقولته وهي أن المناضل المتعلم والواعي هو خيرا من المناضل غير المتعلم وفي الإثنين خير عشرون عام وما زال مروان البرغوثي مستمرا في نضاله وعطائه والذي لم يتوقف يوما واحدفي الصباح يعلم طلاب الماجستير الإقتصاد والفلسفة وفي ليل يدرس ألاسرى الأمين الكتابه والقرائه عشرون عام وهو يعمل على بناء صرحا علميا أكاديمياً في داخل سجون الاحتلال ونجح في ذلك وها هم مئات الاسرى الذين دخلو السجون لايحملون شهادات الثانويه يحصلون على الشهادات الجامعيه العليا وهم داخل السجون عشرون عام وهو يدفع بصخرة النضال والتعليم إلى قمة الجبل في جنة الوطن وكلما تدحرجة ودفعها الأحتلال وأعوانه إلى قاع الجهل ووادي التخاذل مع الأحتلال أعادها من جديد ليدفعها إلى القمه دون كلل أو ملل كما في سيزيف التي حكمت عليه الالهه أن يحمل الصخره من أسفل الجبل إلى قمة الجبل كاعقاب له ولكن أبو القسام هو من حكم على نفسه أن يبقى رغم كل العقبات والصعوبات ونكران الجميل من قبل أقرب الناس إليه وقلة الوفاء من الأخرين ومحاولة الاحتلال الدائمه والمستمرة لكسره داخل السجن بقي يدفع صخرة النضال والمقاومة هي القيمه في جنة الوطن وأخيراً قد نختلف معك يا أبو القسام كما علمتنا فأنت دائما كنت تقول لنا لا نريد خراف أو بصامات ولكن لا أحد يختلف عليك كاقائد وطني ترك كل شيئ ورائه وتقدم الصفوف الأولى في معركة الأقصى والحريه والعوده ولا احد ينسى انك كنت لوحدك جامعه اكاديميه وثوريه تخرج منها المئات والمئات من الأسرى تحيه لك ولكل من سار على دربك بالعلم والتعليم والتعلم والمقاومة عشرون عام مضو وأنت تربي وتزرع فينا أمل عشرون عام وما زال الشعب الفلسطيني ينتظرك عظم
الله أجركم وأجرنا على كل عام نمضي فيه بسجون الاحتلال